الزعيم يفرض سطوته- فوارق وعدم عدالة تهدد المنافسة في روشن

المؤلف: خالد سيف11.17.2025
الزعيم يفرض سطوته- فوارق وعدم عدالة تهدد المنافسة في روشن

أطفأ "كبير الرياض" ومَن يسانده جذوة الفرح في قلوب عشاق "القلعة"، وأجهض احتفالهم المبهج بالفوز، بعد أن سمح لهم بفرص واعدة للتقدم والتألق في أغلب فترات اللقاء.. وذلك عرفانًا لحضورهم المهيب الذي هز أرجاء المدرجات، لكنه عاجلهم بصورة مفاجئة مستغلًا بعض الهفوات من جانب نجومهم الأقل خبرة، وبمعاونة مدربهم الشاب "يايسله"، وانتزع منهم النقاط الثمينة، ليواصل بذلك سطوته الكروية على أندية دوري روشن، التي تتجرع مرارة التباين في العناصر، والاختلاف الشاسع في الإدارة، أمام الاستعداد التام والقوة الضاربة التي يتمتع بها "الزعيم".

نستسمح العذر من جماهير "القلعة" الغاضبة، وجميع المنتسبين إلى الأندية الأخرى، ونخص بالذكر الأندية الأربعة التي تحظى بدعم صندوق الاستثمارات العامة، من الإذعان والاستسلام أمام "الزعيم"، الذي يحظى بدعم مالي وإمداد لا محدود، ليواصل مسيرته المظفرة متفوقًا على كل منافسيه، ويعيد إنتاج سيناريو الموسم الماضي بكل تفاصيله، قد يختلف قليلًا في طريقة العرض والتقديم، لكن يبقى البطل متربعًا على القمة، وكما هي عادة الأبطال في أفلام الإثارة والحركة، لا يعرفون طعم الهزيمة..

البطل هو نفسه لم يتغير شيء، والسخط باقٍ والجدل مستعر، وتوقعات الجماهير والمتابعين والنقاد المحللين بزيادة حدة المنافسة، بناءً على الدعم السخي، والزخم الهائل الذي لا مثيل له، بهدف إخراج مشروع رياضي كروي ذي صدى عالمي، بمشاركة نجوم الصف الأول في عالم كرة القدم، لن تتحقق على أرض الواقع، والسبب الرئيسي هو التفاوت الكبير في توزيع الفرص والإمكانات، فضلًا عن تعقيد عوامل تنظيمية متشابكة، من بينها على سبيل المثال لا الحصر الجدولة، وتطبيق الأنظمة واللوائح، والتي تلعب دورًا محوريًا في تحقيق عدالة المنافسة، حيث أن الانحياز والميول الشخصية تخلق ثغرات واضحة في القوانين، قد تؤثر بشكل مباشر على نتائج المباريات، وتخدم مصالح أندية بعينها على حساب أخرى، ومن هذا المنطلق، تفقد المسابقات رونقها وجاذبيتها وإثارتها، وتصبح بعض النتائج متوقعة سلفًا، بسبب الفروقات الشاسعة في المستويات، وتتضاءل فرص الأندية الأخرى في تحقيق الألقاب والبطولات، وقد يساهم عدم تفعيل نظام سقف الرواتب، وتعديل قوانين الاحتراف، وتطوير البنية التحتية وخاصة للأندية الصغيرة، في غياب التنافس الشريف والندية المطلوبة..

وإذا كنا نتطلع إلى تحقيق أهدافنا المنشودة، فلا مناص من تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأندية واتحاد كرة القدم، والرابطة والجماهير، فمن خلال التعاون المثمر والعمل الجماعي الدؤوب، يمكننا أن نبني دوريًا سعوديًا قويًا ومثيرًا، يمثل مصدر فخر واعتزاز لجميع محبي وعشاق كرة القدم في المملكة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة